تيودور هرتزل وميلاد فكرة الدولة اليهودية: رؤية وتأثير
في أواخر القرن التاسع عشر، برز تيودور هرتزل كشخصية محورية في الحركة الصهيونية، حيث سعى جاهدًا لإقامة دولة يهودية في فلسطين. كتب هرتزل، الذي يُعتبر الأب الروحي للصهيونية الحديثة، "دولة اليهود" في عام 1896، حيث طرح رؤية واضحة لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ركز هرتزل على فكرة الهوية اليهودية المشتركة والحاجة إلى وطن قومي، معتبرًا أن معاداة السامية في أوروبا دفعت اليهود للبحث عن ملاذ آمن. كانت رؤيته تهدف إلى تجميع اليهود من مختلف أنحاء العالم في فلسطين، التي كانت آنذاك تحت الحكم العثماني، لتحقيق الاستقلال والاكتفاء الذاتي. مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وجدت الحركة الصهيونية فرصة سانحة لتحقيق أهدافها. في عام 1917، أصدرت الحكومة البريطانية وعد بلفور، الذي عبرت فيه عن دعمها لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. كان هذا الوعد نتيجة جهود الصهاينة، بقيادة حاييم وايزمان، لإقناع بريطانيا بدعم قضيتهم. أثار وعد بلفور ردود فعل متباينة بين اليهود والعرب. بالنسبة للصهاينة، مثل الوعد خطوة كبيرة نحو تحقيق حلمهم في دولة يهودية. ومع ذلك، أثار قلق العرب الذين كانوا يعيشون في فلسطين، حيث خشوا من أن يؤدي تدفق اليهود إلى تغيير ديموغرافي وسياسي في المنطقة. في النهاية، أرسى وعد بلفور الأساس لإقامة دولة إسرائيل في عام 1948. يظل تأثير هرتزل والحركة الصهيونية ممتدًا، حيث يظل جزءًا من النقاش حول الحقوق والهوية في
