الاتفاقيات العربية البريطانية حول قضية استقلال الدول العربية
خلال الحرب العالمية الأولى، شهدت المنطقة العربية تطورات سياسية هامة، حيث كانت الإمبراطورية العثمانية تتهاوى، والشعوب العربية تستعد للاستقلال. في هذا السياق، برزت قضية استقلال الدول العربية كقضية مركزية، حيث كانت هناك مطالبات متضاربة من قبل العرب والبريطانيين حول مستقبل المنطقة.
في عام 1915، بدأت المراسلات بين الشريف حسين، حاكم مكة، واللورد هنري ماكماهون، المندوب السامي البريطاني في مصر. في هذه المراسلات، وعد ماكماهون الشريف حسين بأن بريطانيا ستقدم الدعم للعرب في نيل استقلالهم عن الإمبراطورية العثمانية، شريطة أن يقوم العرب بالثورة ضد الأتراك.
الشريف حسين كان يأمل في أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى استقلال الدول العربية في شبه الجزيرة العربية وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق. ومع ذلك، كانت بريطانيا تهدف إلى حماية مصالحها في المنطقة، وتأمين طرق المواصلات إلى الهند، وتقسيم النفوذ مع فرنسا.
في عام 1916، تم التوصل إلى اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا، التي قسمت المنطقة إلى مناطق نفوذ. هذا الاتفاق أدى إلى تقسيم الدول العربية إلى مناطق تحت الانتداب البريطاني والفرنسي، بدلاً من الاستقلال الكامل.
في مؤتمر باريس للسلام عام 1919، طالب الأمير فيصل، ابن الشريف حسين، بالاستقلال الكامل للدول العربية. ومع ذلك، رفض الحلفاء هذا الطلب، وفرضوا الانتداب البريطاني والفرنسي على المنطقة.
النتائج كانت مخيبة للآمال للعرب، حيث لم يتم تحقيق الاستقلال الكامل، وبدلاً من ذلك، تم تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ. هذا أدى إلى استياء واسع النطاق لدى العرب، وشكل بداية للصراعات المستقبلية في المنطقة.